Skip to content

مخاوف غزّية من تثبيت "الخط الأصفر" وتحويله إلى حدود دائمة تلتهم نصف القطاع

بواسطة Muneeb Saada • 1 min read
مخاوف غزّية من تثبيت "الخط الأصفر" وتحويله إلى حدود دائمة تلتهم نصف القطاع
مخاوف غزّية من تثبيت "الخط الأصفر" وتحويله إلى حدود دائمة تلتهم نصف القطاع

غزة – خبر24:
بينما يحاول سكان قطاع غزة التقاط أنفاسهم بعد عامين من الحرب المدمّرة، تطفو إلى السطح مخاوف جديدة لا تتعلق بالقصف أو النزوح، بل بالخرائط التي يعيد الاحتلال الإسرائيلي رسمها على الأرض.
فالخط المسمّى بـ"الخط الأصفر"، الذي حدّده جيش الاحتلال في المناطق الشرقية من القطاع، لم يعد يُنظر إليه كإجراء أمني مؤقت، بل بات يُخشى أن يتحول إلى حدٍ سياسي جديد يلتهم ما يقارب نصف مساحة القطاع، ويحرم مئات الآلاف من الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية.


قلق شعبي من واقعٍ يتكرّس

في المناطق الشرقية من غزة وخان يونس ورفح، تتصاعد المخاوف مع مرور الوقت، إذ يُمنع الأهالي منذ شهور من الوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وسط تشديدات عسكرية إسرائيلية متواصلة.
ويقول السكان إن الاحتلال يستخدم هذا الخط كذريعةٍ لفرض واقع جديد على الأرض، فيما تتراجع آمال إعادة الإعمار يوماً بعد يوم، ويزداد القلق من أن تتحول المناطق الشرقية إلى منطقة عازلة دائمة تفصلهم عن أراضيهم وممتلكاتهم وذكرياتهم.


رؤية سياسية: بين المؤقت والدائم

يؤكد المحلل السياسي نزار نزال أن ما يُعرف بالخط الأصفر لا يُعدّ حدودًا رسمية أو دائمة من وجهة النظر الإسرائيلية، لكنه يأتي ضمن إجراءات ميدانية مؤقتة مرتبطة – بحسب التصريحات الرسمية – بـ"المرحلة الثانية من رؤية ترامب".

ويضيف نزال:

"إسرائيل تقول إن هذا الخط سيُعاد النظر فيه إذا تم التوصل إلى اتفاق حول نزع سلاح حركة حماس وترتيب الوضع الأمني والإداري داخل القطاع، لكن في ظل تعثر المفاوضات ورفض حماس للشروط المفروضة، تستغل إسرائيل هذا الجمود لتكريس واقع يخدم مصالحها الميدانية."

ويرى نزال أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى من خلال هذه الخطوة إلى فرض سيطرة ميدانية طويلة المدى، قائلاً:

"نتنياهو يحاول إقامة واقع جديد يُبرر بقاء الجيش داخل أجزاء من القطاع، وربما إعادة طرح فكرة المستوطنات القديمة شرق غزة، ما يعني فعليًا تهجيرًا جديدًا ومنع عودة الناس حتى إلى ركام منازلهم."


غموض سياسي وأسئلة مفتوحة

يشير نزال إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تبقى الجهة الوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل لتنفيذ استحقاقات "رؤية ترامب"، لكنه يطرح تساؤلات معقّدة:

"هل حركة حماس مستعدة للقبول بما تتضمنه هذه الرؤية؟ هل ستسلّم سلاحها إلى لجنة دولية؟ وهل تقبل بوصاية شخصيات مثل توني بلير؟"

ويتابع المحلل السياسي موضحًا:

"في حال وافقت حماس على المرحلة الثانية من الرؤية، قد يتم نشر قوات دولية داخل غزة تمهيدًا لانسحاب إسرائيلي جزئي من داخل الخط الأصفر، لكن هذا السيناريو يبدو بعيدًا في ظل الواقع الراهن."


بين الحلم والحدود

في المقابل، يعيش سكان غزة اليوم بين حنين العودة إلى بيوتهم شرق القطاع، ورعب التحوّل إلى لاجئين داخل مدينتهم.
فالغموض السياسي، وغياب الأفق لإعادة الإعمار أو لتسوية شاملة، يجعلهم عالقين في انتظارٍ مرير بين الأمل والخوف.

ويبقى السؤال الذي يتردّد على ألسنة الغزيين:
هل سيبقى "الخط الأصفر" مؤقتًا كما تزعم إسرائيل؟
أم أنه الخط الأول في مشروعٍ جديد يعيد رسم حدود غزة على مقاس الاحتلال؟

المزيد من السياسة

عرض الكل